النص السماعي الطائرة النفاثة و العاصفة
الحصة الأولى : ما قبل تسميع النص السماعي
الطائرة النفاثة والعاصفة
وقف الدكتور "هالين" يتفرج من خلف الزجاج على
العاصفة المتوحش وهي تفترش المطار الدولي ، والى جانبه كان يقف زميله الياباني
ورفيقه في السفر الدكتور "ناتاكا" . لمع البرق على وجه "ناتاكا" النحاسي فلاحظ "هالين" ارتعاش عصب
رقيق تحت شفته السفلى واخر تحت عينه اليسرى ، وبعد الصمت الذي اعقب انفجارات الرعد
المتداركة سمع صوت المطر وافاق الدكتور "هالين" من غيبوبته على
صوت الابواب وهي تعلن رقم رحلته الوشيكه القيام وتطلب من المسافرين الاتجاه الى
بوابه الاقلاع ، وانحنى الرجلان على حقيبتيهما وانضما الى الصف في صمت ، وقفت
الطائره النفاثة العملاقة وحيدة على غير العادة على رأس مدرج المطار الدائم
الازدحام تنتظر الإذن لها بالاقلاع بشحنتها البشرية وساد صمت عصيب داخل الطائرة
وهي تصارع الطبيعة الغاضبة ، فتهتز وتهوي وتنطفئ الأنوار بداخلها ثم تعود إلى
الاشتعال و امسك الدكتور "هالين" بدراعي كرسيه بيد مبتلة وهو ينظر من النافذة محاولا أن يرى شيئا يستأنس
به كان الظلام كثيفا لا تخترقه إلا ومضات البرق الوهاج التي كانت تكشف عن خيوط
المطر الوابل الذي كان يسمع وقعه شديدا على الطائرة وقصف الرعد هز كيان المركبة
الضخمة وانطفأت انوارها ثم عادت ومرت ستون دقيقه بثوانيها في ذلك الطقس المتوحش
وركاب الطائرة مسمرون إلى مقاعدهم وأخيرا وجدت الطائرة مخرجا من خلال فجوة
واسعة في الغيوم فانطلقت نحو سماء زرقاء تتلألأ بالنجوم بعيدا عن غضب العاصفة .
و لأول مرة سمع صوت الربان في بوق الطائرة يرحب بالمسافرين صوت ناعم مسترخ .
سيداتي وسادتي مرحبا بكم علامة طائرتنا لابد أنكم لاحظتم أننا كنا نصارع عاصفة هوجاء طوال الستين دقيقة الفارطة وبفضل أجهزتنا الحديثة استطعنا تفادي نقط الخطر فيها وقد أصبحت العاصفة وراءنا هناك .
تعليقات
إرسال تعليق